الحلوة ريحان جديد
عدد المساهمات : 44 تاريخ التسجيل : 17/10/2009
| موضوع: مآسي التدخين الأحد أكتوبر 18, 2009 2:30 am | |
| من مآسي التدخين
حسنا، قصّتي هي الأسوأ تقريبا في عالم التدخين. بدأت بالتدخين منذ سن 12 سنة. حيث بدأ أفضل أصدقائي في محاولة إقناعي بأن لا ضرر في تدخين السجائر وما عسى سيجارة واحدة ان تفعل - وقد كنا آنذاك في المرحلة الإعدادية من دراستنا – وذكر لي بأن شعورا لا يوصف من النشوة والرجولة سينتابني بمجرد التدخين.
لذا بدأت من ذاك الوقت في التدخين وظللت أدخن حتى قبل بضعة شهور فقط.لقد حاولت الإقلاع عن التدخين مرارا وتكرارا على مدىّ السنين – وأنا الآن في 16 من العمر- ولكني أجد الصعوبة في ترك التدخين تزداد مع الوقت. ولكني مصر على الإقلاع مهما كان الثمن. ولكن ما الذي يدفعني الى الإقلاع بهذا الإصرار؟ إنهما أمران أو سببان في الأساس.
السبب الأول هو أعز أصدقائي في هذه المرحلة من عمري فهو لا يدخن ولا يحب المدخنين وهو لا يعلم اني أدخن، لذا فأنا مصر على الإقلاع لأني لا أريد أن أفقد هذا الصديق العزيز. والسبب الآخر هو تاريخ عائلتي الصحي الذي حوله التدخين الى مآسي إنسانية حقيقية.
فأحب الناس الي بعد والدي هما جدي وجدتي واللذان كانا وللأسف مدخنين، فجدي الذي يبلغ من العمر 77 عاما قد أصيب منذ سنوات بسرطان الرئة الذي حول حياته وحياتنا معه الى جحيم لا يطاق لفترة طويلة من الزمن الى أن من الله عليه بالشفاء بعد طول معاناة من المرض والعلاج معا.
حيث أنه يعتبر محظوظا كون أن مرض السرطان في حالته قد تم إكتشافه مبكرا. ولكن الحال مع جدتي التي كانت في سن 67 عاما والتي كانت تدخن منذ سن 22 سنة لم يكن بذاك القدر من الحظ، حيث أصيبت هي الأخرى بمرض سرطان الرئة الذي كان في حالة متقدمة عند اكتشافه ولم يمهلها القدر إلا شهور قليلة حتى وافتها المنية بعد شهور من المعاناة والألم والحياة المأساوية.
ثم أتساءل بيني وبين نفسي ألا يكفي هذا الذي حدث ليدفعني الى الإقلاع عن هذه الآفة الخبيثة. سوف أظل مصرا على الإقلاع عن التدخين وسأحاول جاهدا التغلب على إدمان التدخين وسأنجح بإن الله قبل فوات الأوان.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
شهادة من خبير إسمي آلن. وكنت أعمل لدى إحدى شركات التبغ كمروج لدعايات التبغ والتدخين. وقد نجوت من الموت بسبب سرطان الرئة مرتين. بالإضافة الى أنني خضعت لعملية شرايين القلب مرتين ولا أزال أعاني من مرض الإنتفاخ الرئوي المزمن. كذلك خضعت لعملية إعادة ترميم الأحبال الصوتية بسبب ضرر أصاب الأعصاب المغذية للأحبال الصوتية في عمليات جراحية سابقة. كل هذا الذي ذكرت كان نتيجة التدخين المزمن للتبغ على مدى سنوات. لهذا فقد قررت أن أمضي ما تبقى لي في هذه الحياة من بقية في العمل الجاد من أجل توعية الناس من آثار التدخين الضارة بعد أن كنت لسنوات أدعوا الناس - من خلال الدعايات المضللة - للتدخين والإستزادة منه ونشره في أوساط الشباب بالذات. أنني أشعر بأنني كنت هداما طوال حياتي ولكن لم يفت الأوان بعد لأن أكون بناءا قبل مماتي. فقررت من خلال خبرتي بالتبغ وأضراره أن أعمل جاهدا على توصيل هذه الرسالة الى المجتمع والشباب فيه بالذات.
إنني أدعوا الجميع الآن الى العمل الدؤوب من أجل الووصول الى عالم خالي من التبغ. وأعمل جاهدا وبصوت عال ضد شركات التبغ المروجة لهذه الآفة من أجل المال ولو على حساب صحة المجتمع الإنساني. إننا يجب أن نحمي أطفالنا وأجيالنا القادمة من أن يقعوا فريسة لإغراءات شركات التبغ ودعاياتها، ويجب أن نحمل هذه الشركات تبعات الآثار الضارة للتدخين في المجتمع الإنساني. وتبعات التسبب في نشر الإدمان إدمان الشباب على التدخين مما يعرضهم مستقبلا لشتى أنواع الأمراض والأسقام. كما يجب أن نحث حكوماتنا على أصدار القوانين التي تمنع شلركات التبغ من أن تنخر في صحة مجتمعاتنا وأبنائنا.
وحيث أنني الآن أحد المتحدثين الرسميين لدى منظمة الصحة العالمية للنوايا الحسنة فإنني أعمل جاهدا على توعية الصغار والكبار في المجتمع بأساليب الدعاية المضللة من قبل شركات صناعة التبغ، وأشرح للناس كيف كنت أستخدم في تلميع آثار التدخين وتلميع التدخين بين الشباب بالذات، وأنه من الأمور الضرورية لإعطاء معنى للرجولة عند الشباب وكنت أسعى لغرس هذه المعاني المضللة في نفوس الشباب حتى يقبلوا على التدخين ويقعوا بعد ذلك فريسة للإدمان على النيكوتين فلا يسهل بعدها الإقلاع عن هذه الآفة القاتلة.
إنني أحاول الآن أن أوصل للناس رسالة مفادها أنني أعيش حياة تعيسة ملؤها المرض والأسقام حيث لا أنفك اتنقل من مستشفى الى آخر ومن تصوير إشعاعي الى آخر وأتناول شتى أنواع العقاقير علي أستطيع أن أتغلب يوما على هذه الأمراض وهيهات. ولست أنا وحدي من يعاني ويقاسي من هذه الحياة بل هناك الكثير غيري ممن وقعوا فريسة التدخين وآخرون سيقعون إذا لم يدركوا هذه الحقيقة باكرا. | |
|